sAsA Admin
عدد الرسائل : 238 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 06/06/2007
| موضوع: التلمود (تاريخ اليهود) السبت يونيو 30, 2007 2:02 pm | |
|
التلمود (تاريخ اليهود) كلمة عبرية معناها: التعليم. ويُقال له: التلمود، مشتقة من التلمدة. وهو
عبارة عن شريعة شفوية أعطيت لموسى عليه السلام على طور سيناء، ثم تداولها هارون ويوشع، وسلموها للأنبياء من بعدهم، حتى انتقلت من الأنبياء إلى أعضاء المجمع العظيم الذي اجتمع فيه سبعون حبراً من أحبارهم لقيادة حياة اليهود الدينية وغير الدينية، وكان هذا فيما بين القرن الثاني والخامس بعد الميلاد، أي بعد العهد القديم بما يزيد على سبعة قرون .
الهدف منه :
لما اختلق حاخامات اليهود قوانين وتشريعات لأتباعهم أرادوا أن يُعطوا لها نوعاً من القداسة نسبوها لموسى عليه السلام، والمطَّلع عليه يكشف أن نسبته لموسى تثير الضحك والغرابة، لأنَّ في طياته حوادث ومواقف لم تكن في عصر موسى، وكمثال: الموقف السلبي من المسيح عليه السلام، ولذا فإنَّ الحاخامات قاموا باختلاقه لهدف تنظيم الحياة والمعاملات الداخلية لليهود لزيادة تماسكهم وتسلطهم على المجتمع، كما أن من أهدافه إيضاح وتفسير ما ألتبس في شريعة موسى .
منزلته :
يعده عامة اليهود أعظم من التوراة، حيث جاء في ثناياه أن من درَّس التوراة فعل فضيلة لا يكافأ عليها ومن درس المشنا فعل فضيلة يكافأ عليها، بل قال أحد حاخامات اليهود لتلميذه: التفت إلى أقوالنا أكثر من شريعة موسى.
والتلمود بقسميه يوازي بقداسته العهد القديم بما في ذلك أسفار التوراة الخمسة التي يقولون بأنها وحي أُنزل على موسى مكتوباً، وكان في بداية الأمر هناك رفض من بعض اليهود للتلمود، ولكن تغير الحال وأصبح عندهم كتابان مقدَّسان هما: العهد القديم والتلمود، وذلك بعد اندثار طائفة الصديقيين اتباع صديق بن اخيطوب الذين كانوا يتمسكون بأنهم هم كتبة التوراة وهم مفسروا الشريعة، ولا يرون أن هناك مصدر للشريعة غير التوراة، وبعد اندثارهم عام 70 ميلادي أصبح للتلمود عند اليهود منزلة توازي التوراة بأسفاره الخمسة .
أثر التلمود :
ساهم التلمود في إيجاد ظاهرة التعصب، وأباح من خلاله سرقة أموال وأملاك غير اليهود واغتصاب أعراضهم قربة لله عز وجل،كما شمل طعناً في المسيح عليه السلام ووصفه بأنَّ أمه قد حملت به سفاحاً من جندي وبأنه يهودي مرتد، وتعاليمه كُفر صريح. وقد تنبَّه أحبار اليهود الذين اجتمعوا في بولدينا عام 1631ميلادي لخطورة هذا الكلام، فقام بحذف ما يتعلق بالمسيح والمسيحية، وتركوا مكانها فارغاً واتفقوا على أن يلقونها للتلاميذ مشافهة .
أقسامه :
التلمود ينقسم إلى قسمين:
1/ المشنا ( ويسمى المشناة )، وهي خلاصة الشريعة الشَّفهية، ذلك أن اليهود يَدَّعون أنَّ الله أوحى إلى موسى عليه الصلاة والسلام نوعين من الوحي:
أ/ الشريعة المكتوبة، وهي أسفار التوراة .
ب/ الشريعة المكررة، وهي التعاليم الشفهية .
2/ الجمَّار، أي الشرح والتعليق ويسمى الجمَّارة، وهي عبارة عن روايات ومسموعات عن الحاخامات، كما تحتوي على إيضاحات وشرح مختصر البحوث والمجادلات التي حصلت في معاهد الدرس، من أجل مزيد من الشرح والتفاسير، ويحتوي هذا القسم على أمثال وأدبيات .
وصف التلمود :
كما سبق أن بيَّنت أن التلمود ينقسم إلى قسمين المشنا والجمَّارة، والأساس كلُُّه على المشنا لأنه القسم الأهم، فما هو محتوى المشنا ؟ .
المشنا: عبارة عن متن ينقسم إلى ستة أقسام، وهي عبارة عن أنظمة ورسائل، وقد حوَت هذه الأقسام ثلاثة وستون باباً، وقد احتوت هذه الأبواب على خمسمائة وخمس وعشرون فصلاً، بحيث ينقسم الفصل الواحد إلى فقرات مختلفة في الطول والقصر، ويتميز المشنا بأنَّه متن واحد لا يختلف بعد أن ثبته اليهود على متن واحد .
محتوى المشنا:
سبق وأن بيَّنت أن المشنا يحتوي على ستة أقسام، وهذه الأقسام هي:
1/ قسم متعلق بالقضايا الزراعية وتنظيم جميع ما يتعلق بها، وكذلك قضايا الأرض، كما يحتوي على تحديد الصلوات المفروضة مع الأدعية .
2/ حوى القسم الثاني المواعيد المتعلقة بالأعياد والأيام المقدسة والاحتفالات والطقوس الدينية التي يجب القيام بها في المواسم .
3/ حوى القسم الثالث جميع ما يتعلق بالنساء من الزواج والطلاق والخيانة الزوجية والواجبات الزوجية، وقضايا الإرث والوصية أي فقه الأحوال الشخصية، إضافة إلى أحكام النذور والأيمان.
4/ حوى القسم الرابع العقوبات المدنية والجنائية كالقصاص والعقوبات والتعويضات .
5/ حوى القسم الخامس بعض الطقوس المقدسة كالقرابين وما يقدم للهيكل من ذبائح وفواكه وعجائن، وشروطها ومراسم تقديمها .
6/ حوى القسم السادس جميع أنواع الطهارة كطهارة البدن والملابس والأماكن، وكذلك حوى الحلال والحرام في الأطعمة والأشربة .
الجمَّارة: يختلف عن المشنا بحسب اختلاف الشُرَّاح والأماكن، حيث أن ما يناسب أهالي القدس يختلف عن أهالي بابل في العراق، لذا حـوت هـذه الشروحات على أسـاطير
وحكايات وفتاوى واستطرادات دون تخطيط مسبق، وحوت على أمور جلبت اشكالات واحراجات لليهود بسبب ما وُجِدَ فيه من افتراء على المسيح والمسيحية، فجلب التعب لليهود في أوروبا ذات الأغلبية المسيحية، لذا تم حرق نسخه في فرنسا عام 1242ميلادي وإتلافه في إنكلترا 1290ميلادي؛ بل أصدر أحد الباباوات قراراً بحرمان التلمود حتَّى من اسمه .
نماذج من فضائح التلمود :
- سوء الأدب مع الله: جاء في التلمود أنَّ الله يلعب في ثلث اليوم مع الحوت وثلث اليوم يتعلم التلمود مع الملائكة، والله يبكي في كل ليلة بسبب تركه لليهود في حالة التعاسة .
- الكلب أفضل من الأجانب لأنَّ اليهود يجوز لهم في الأعياد أن يُطعِمُوا الكلاب ولا يجوز أن يُطعِمُوا الأجانب .
- يُسلِّط الله اليهود على أموال ودماء باقي الأمم .
- وصف المسيح بأنَّه غشَّاش أحمق مجذوم يعالج الناس بقوة السحر، وأنه رُمِيَ بالحجارة ثم صُلِبَ وأنَّ أُمَّهُ قد حَبَلَت به من ابن الجندي يوسف .
____________________________________ المــراجــع :
- بذل المجهود في إفحام اليهود، عبد الوهاب طريد، الدار الشامية بيروت، ط 1 عام 1410هـ
- التلمود والصهيونية، د/ اسعد رزوق، ط 2 عام 1411هـ، الناشر مصر .
- التلمود تاريخه وتعاليمه، ظفر الإسلام خان، دار النفائس في بيروت، ط 7عام 1391هـ.
- من اليهودية إلى الصهيونية، أسعد الحمراني، دار النفائس ط 1 عام 1413 هـ .
- الكنز المرصود في قواعد التلمود، يوسف حنا نصر الله، ط 2 عام 1388 بيروت
| |
|