من اللسان إلى الإنسان ..

من اللسان إلى الإنسان

أنا اللسان سأروي قصتي ببيان فأريد الإنصاف يااااااابني الإنسان :

ألم يخلقني الله بيده ؟ ألم يجعلني أتكلم بمشيئته ؟ ألم يجعلني عليك من نعمه ؟ ألم يكن لي فضلاً في قوله

صلى الله عليه وسلم :" من كان لسانه رطباً بذكر الله " وقوله : " سبق المفردون " ثلاثاً ,قيل : من هم يارسول

الله ؟قال : " الذاكرون الله كثيراً والذاكرات " ؟فلماذا الغرور؟ إذا احسنت جعلت الإحسان إليك ...

وإذا أسأت جعلت اللوم علي وتبرأت مني وكأني أنا المذنب فقط ؟! وما أنا وأنت إلا شركاء في الخطأ..

وكل صواب وخطأ عائد إلى قلبك وقد حكم لي عليك سيد الأنام أعدل الحكام عليه السلام حيث قال : "إن في

الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " فلا تتبرئي مني فذنبي

وذنبك عند الناس كما هفوي وهفوك في القياس , فأنت الملك المطاع وأنا من الجنود الأتباع ,

وكما قال أبو هريره : رضي الله عنه " القلب ملك والأعضاء جنوده فإن طاب الملك طابت جنوده وإن خبث

الملك خبثت جنوده " .فبما أنك أفسدت قلبك ولم تراقب ربك ولم يمتلئ حبه في قلبك وأقبلت على غيره

وأعترضت عنه, فسدنا نحن لفسادك .. فلو أقبلت عليه وأعرضت عمن سواه لرأيت العجائب ولأمنت من المتالف

والمعاطب .. أوما علمت أنه حض بالفوز والنعيم من أتاه بقلبٍ سليم .. تفكَــر : لو كنت أبكم.. ..

أما كنت تتمنى العافيه أو حتى جزءً يسيراً منها ؟ لماذا ؟ لما لي من فضلٍ عليك بعد الله .. فبي تكلمت مع

أحبابك وأهلك وعبرت عن مشاعر قلبك وتلوت القرآن وذكرت ربك وناجيت خالقك ..

هذا إن كان قد صلح قلبك .. فأنا اللسان لست مذموماً لذاتي أو محموداً لذاتي .... لا.....وإنما هذا يعود إلى

القلب ... فلا تجعل اللوم عائداً إلي ولكن اعط كل ذي حقٍ حقه ...وكأني بك تقول :

" وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء " .